إسراء كارم تكتب: الرحمة حلوة

إسراء كارم 
إسراء كارم 

اعتدت أن أنظر إلى كل من أعاملهم من الداخل، حتى وإن أظهروا سوءًا، تغلبني طبيعتي في محاولة اكتشاف سر تحول فطرة الشخص الطيبة ليحمل في تصرفاته شرًا لمن حوله وأجده رغمًا عني ( صعبان عليا).

ولكن غالبًا ما تنفجر القنبلة في وجهي، ويلحق الضرر بي لمجرد أنني لا أحمل من الأذى ولو مثقال ذرة، فأسمع حينها ممن حولي (كفاية صعبانيات) ملحقة بالمثل الشهير: ( اللي يصعب عليك يفقرك)،وهنا أجد نفسي عاجزة عن وصف ما بداخلي.

هل أزيف قدرتي على التسامح مع أي شخص مهما كان مؤذيا، لأنني أراه ضعيفًا يحاول أن يقوى بإيذاء من حوله، كي لا يسخر الناس من نظرتي للحياة بأنها أبسط من أن نعامل الأذى بالأذى، أم أن طبيعة الحياة تلزمنا بأن نحمل في داخلنا بعض من القسوة للقدرة على النجاة في مجتمع أصبح مليئا بالصراعات!

وهنا أتذكر حديث رَسُولُ اللَّه ﷺ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلى النَّارِ؟ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟ تَحْرُمُ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ، هَيِّنٍ، ليِّنٍ، سَهْلٍ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

وتزداد قناعتي بأني على حق إيمانًا بأن الصبر على الأذى والبلاء جهاد كبير، عملًا بقوله تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، فأحمد الله على أنني وسط كل ما أرى من سوء أجتهد أكثر للحفاظ على نقاء قلبي والنظر إلى الجميع بعين الرحمة وأدعو الله أن يصلحني ويصلح قلوبنا جميعًا.

وأؤمن بأن من ظلم وأذى وهو على دراية واستيعاب بما يفعل، يظلم ولو بعد حين، فإن الله يمهل ولا يهمل.